بقلم: طلعت العواضي
أيام قليلة تفصلنا عن العام الدراسي
وعودة أبناءنا للمقاعد الدراسية الحقيقية أو الدراسة عن بعد كما هو الحال في بعض البلدان .
نشاهد بإستمرار توتر أولياء الأمور معظم أيام الدراسة وخصوصًا في أيام الإمتحانات حيث نشهد ضغطا نفسيا يعانيه الآباء والأبناء وكلاهما يلقي باللوم على الآخر .
مع أنه بالإمكان تجنب هذا الضغط النفسي بتطبيق إستراتيجيات محددة وسهلة وبسيطة نصت عليها القيادة الموقفية .
ماهي نظرية القيادة الموقفية وماهي أهم محاورها ؟
تعالوا نتعرف عليها .
نظرية القيادة الموقفية :
القيادة الموقفية تنص على أن القائد الفعّال ( الأب ، الأم ) هو الذي يختار نمطه القيادي حسب الموقف ( مذاكرة إبنهم لمادة معينة ) ولا يعامل الجميع( الأبناء )بأسلوب واحد .
ومكونات القيادة الموقفية
١-القائد ( الأب ، الأم)
٢-المرؤوس ( الإبن أو الإبنة )
٣- المهمة ( مذاكرة درس الرياضيات أو الإنجليزية أواللغة العربية أو .....)
وبناءا على هذه النظرية يتم تصنيف أنماط القائد( الأب أو الأم ) إلى أربعة أنماط
١- نمط الموجه
٢-نمط المدرب
٣- نمط المشجع
٤-نمط المفوض
وكذلك الأبناء إلى أربعة أنماط .
١- نمط المتحمس
٢- نمط المتدرب
٣- نمط المحبط
٤- نمط المتمكن
وعليه عندما يكون الإبن "متحمسا" يقوم الوالدين أو أحدهما بلعب دور "الموجه "،
وعندما يكون الإبن من نمط " المتدرب " يقوم الوالدين أو أحدهما بلعب دور "المدرب ".
وعندما يكون الإبن من نمط "المحبط" يقوم الوالدين أو أحدهما بلعب دور "المشجع" .
وعندما يكون الإبن من نمط المتمكن يقوم أ الوالدين أو أحدهما بلعب دور " المفوض "
وهنا أورد بعض الحالات العملية .
الحالة الأولى :
طالب مستواه ضعيف في مادة الرياضيات
وهو "متحمس "لدراستها ويرغب في فهمها .
معنى ذلك أن حماسه عالي لكن كفاءته قليلة .
وهنا يجب على الأب أو الأم أن يقوم بدور "الموجه "بمعنى أن يشرح المادة لإبنه أو يجلب له مدرسا خصوصيا أو يوجهه لإحدى القنوات في اليوتيوب أو تطبيق معين لكي يحصل على تقوية في هذه المادة ولا يركز الأب أو الأم على تشجيع الإبن للدراسة لأنه لا يحتاج إلى التشجيع .
من الخطأ الفادح ان نقوم بتشجيعه دون توجيهه وبذل الجهد لكي يستوعب المادة .
وعندما يكون الطالب غير راغبا ولا يحب أن يدرس مادة الرياضيات وهو أيضا ضعيف في هذه المادة ،
فهنا يجب على الأب أو الأم أن يلعب دور"المدرب "الذي يقوم بشرح المادة وتقوية الطالب وإفهامه المادة وعمل كل مايحتاج حتى يفهم المادة ،إلى جانب تشجيعه من خلال وعده بمكافاة مجزية عند تحقيقه النجاح في المادة .
حالة ثالثة :
طالبة جيدة وتفهم الفيزياء ولكنها لا تدرسها لأنها غير متحمسة لها فهذا نمط "المحبط"
حيث هي متمكنة من مادة الفيزياء لكنها لا تدرس ، فهنا لايجب أن يقوم الأب بإعطائها الدروس والمتابعة الدقيقة للطالبة ، فقط عليه أن يركز على التشجيع من خلال المكافآت المادية والمعنوية التي تحبها الطالبة.
من الخطأ الفادح أن نقوم بالتدريس والشرح وبذل الجهد .
حالة رابعة :
قد يكون الطالب أو الطالبة من النوع "المتمكن "من مادة معينة اللغة العربية مثلا ( يحب دراسة المادة وكذلك يفهم هذه المادة بشكل جيد )
فهنا على الأب أو الأم عدم التدخل ولا يقوم بالتشجيع أو التوجيه لأن الطالب قد يشعر بعدم الثقة أو سيرتبط بالمكافآةحتى يدرس .
بل يمكن تحفيزه بشكل أكبر وذلك من خلال توكيل مهام أخرى له بمساعدة أحد إخوانه أو إدارة شؤون المنزل .
هذه النظرية (نظرية القيادة الموقفية )التي تعد أهم نظرية من نظريات القيادة الخمسين الرئيسية .
وذلك حسب إختيار جامعة فينيكس في ولاية أريزونا الأمريكية وهي إحدى أهم الجامعات المهتمة في علم القيادة .
وأيضا بسبب تطبيق العديد من المنظمات لهذه النظرية وكانت لها نتائج كبيرة.
قمت انا شخصيا بتدريبها للعديد من القيادات المجتمعية وكذلك للمتدربين في إدارة المشاريع الإحترافية للحصول على المهارات القيادية لمدير المشروع ، وكانت إنطباعاتهم وفائدتهم من هذه النظرية كبيرة جدا .
تم تطبيق هذه النظرية بشكل فعال في مجال الأعمال وأن الأوان ان نطبقها مع أبناءنا لكي نحصل على نتائج فعالة .
بدأت بتطبيقها منذ عام واحد فقط مع بعض أبنائي وكانت نتائجها ممتازة .
أدعوكم لتطبيقها لكي ننعم بحياة هادئة في بيوتنا .
تعليقات
إرسال تعليق